المصادر تكشف المخاطر المحيطة باكبر مدينة إقتصادية في العالم .. عجز مالي ضخم يهدد مستقبل مدينة الملك عبدالله الإقتصادية في رابغ
شهدت المملكة العربية السعودية أواخر العام الهجري 1426 حدثاً اقتصادياً هاماً تمثل في تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لأكبر مدينة اقتصادية في الشرق الإوسط تضاهي في قدراتها الانتاجية أكبر المدن الإقتصادية في العالم .
فقد دشن خادم الحرمين الشريفين في يوم الثلاثاء 20 ذو القعـدة 1426 هـ 20 ديسمبر 2005 م أعمال التنفيذ لإنشاء أكبر المشروعات التي رخصت لها الهيئة العامة للاستثمار في السعودية تحت اسم «مدينة الملك عبد الله الاقتصادية» باستثمارات تصل إلى 100 مليار ريال (27 مليار دولار) ومساحة 55 مليون متر مربع على ساحل البحر الأحمر بطول 35 كيلومترا بالقرب من مدينة رابغ الصناعية وعلى بعد حوالي ساعة من مدينة جدة لتكون بمثابة مدينة جديدة على البحر الاحمر.
وقد شملت المدينة الصناعية العملاقة إقامة منشأة حيوية تشكل عصب الحياة للمدينة الصناعية بكاملها وهي انشاء مجمع بترو رابغ النفطي البتروكيماوي .
وتنافست في ذلك الوقت الشركات العالمية العملاقة للفوز بعقود انشاء المعمل البتروكيماوي العملاق .
وبعد منافسة ساخنة بين كبريات الشركات العالمية استطاعت شركة جيه. جي. سي كورب اليابانية الفوز بعقد قيمته أكثر من 100 مليار ين (860 مليون دولار) لبناء مجمع تكرير وبتروكيماويات لمشروع شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات (بترورابغ)، الذي سيتم تطويره على الساحل الغربي للمملكة.
وأعلنت الشركة التي تعد أكبر شركة لمقاولات مشاريع الطاقة في اليابان أنها ستبني وحدة تكسير الأوليفينات السائلة بالحفز ووحدة تكسير للإيثان في رابغ لمشروع مشترك بين شركة سوميتومو للكيماويات وشركة أرامكو السعودية.
وتقرر أن يتم الانتهاء من إقامة المنشأة في النصف الثاني من عام 2008 بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 900 ألف طن من البروبلين و1.3 مليون طن من الإيثيلين باستخدام زيت الوقود والغاز الطبيعي.
وقد رفض متحدث باسم الشركة اليابانية آنذاك التعليق على قيمة الصفقة ولكن صحيفة "نيهون كيزاي" الاقتصادية اليابانية اليومية قدرت حجم العقد بأكثر من مئة مليار ين ياباني .
ثم أعلنت شركة أرامكو السعودية أن تكلفة المجمع ارتفعت إلى 9.8 مليار دولار، والمشروع مناصفة بين أرامكو وسوميتومو لتحديث مصفاة رابغ القائمة.
وكانت شركة جيه. جي. سي كورب قد حصلت أواخر عام 2004 على عقود الخدمات الهندسية والتصميم الخاصة بالمشروع وهو ما اتاح لها لاحقاً حقوق التطوير ووضع الخطط الاستشراقية المستقبلية للمنشأة البتروكيماوية العملاقة .
وبعد ان شرع الشريكان السعودي والياباني في اعمال الإنشاء قامت شركة سوميتومو بطرح خطة تطويرية شاملة للموقع تهدف من خلاله إلى ايجاد رؤية اقتصادية أكبر لمجمع بترو رابغ البتروكيماوي .
ويتطلب تنفيذ الخطة اليابانية الطموحة رفع زيادة التكاليف على كلا الطرفين السعودية والياباني بمعدل الثلاثة أضعاف للتكلفة الرئيسية .
واستطاعت شركة سوميتومو تأمين المبلغ الضخم فوراً عبر قروضها البنكية اليابانية العالمية .
في حين حاولت شركة ارامكو السعودية تغطية التكاليف الضخمة الجديدة بالاقتراض ولكن دون جدوى .
واصبحت شركة أرامكو السعودية في موقف حرج للغاية بسبب رفع التكلفة من قبل الشريك الياباني .
وأمام الضرورة الملحة لمواصلة العمل في المنشأة الحيوية العالمية وقفت شركة أرامكو بكامل ثقلها عاجزةً عن تأمين المبلغ الضخم ( بالمليارات ) وتوقف العمل في بترو رابغ الى اجل غير مسمى .
العقود التي فازت بها الشركتين وضعت المسئولين في حيرة من أمرهم وعرضت مستقبل المدينة الاقتصادية الطموحة للخطر بين عشية وضحاها واصبح موقف شركة أرامكو تجاه الامر محل خوف وترقب من كلا المسئولين في الدولتين .
وامام هذا العجز المالي الضخم ابدت بعض الشركات العالمية العاملة في مجال النفط في السعودية استيائها من الامر واصبح متوقعاً بين الاوساط النفطية أن تعلن هذه الشركات العالمية انسحابها بسبب الضرر البالغ الذي لحق بها بعد توقف العمل في منشأة رابغ الضخمة .
دراسة سوميتومو المستقبلية بتكاليفها الباهضة وماخلفته من ضرر لمستقبل المدينة الاقتصادية السعودية العملاقة والطموحة لايزال تحت المداولة وسط مخاوف من عدم الوصول إلى حل قد يؤدي الي انهيار المدينة الإقتصادية في طور بنائها .
في حين تصر سوميتومو بصفتها الشريك الرسمي في عقد بترو رابغ على شرطها في رفع التكلفة بصفتها المالك الوحيد لحقوق وضع الدراسات الهندسية المستقبلية لمنشأة بترو رابغ .
ولاتزال مشكلة سوميتومو وأرامكو محل الدراسة والبحث لاجل الوصول إلى حل نهائي يسمح باستئناف العمل .
ولكن العقود المبرمة بين الطرفين ومحدودية الوقت جعلت أمر اتمام بناء المدينة الاقتصادية على سواحل البحر الاحمر محل شك وخوف شديدين في ترقب لما ستئول اليه المباحثات اليابانية السعودية رفيعة المستوى
منقوووووووووووووووووووووووول